عندما يغرب القمر......**

عندما يغرب القمر


عندما يغرب القمر يطيب لي السهر لأفكر بأحزاني بآلامي في ظروفي في مشاكلي في أحبابي وفي زملائي في كل ما يخطر على بالي

كدوامة اللانهاية السؤال تلو السؤال والجواب أحيانا يسبق السؤال لا اعرف لماذا ؟على كل حال رغم أن الحياة مليئة بالأشواك الأضرار اليأس الملل المخاطر لماذا نعيش؟؟؟ إذن هل نواجه المشاكل التي تحل بنا ولا ندري إن كنا نستطيع أن نتخطاها أم لا
لقد خلقنا لنموت لنبكي لنتألم حتى لو ذهبنا لأي مكان حتى لو ذقنا من السعادة ولو بمجرد ابتسامة حلوة لا تعني شيئا هذا يكون جزء بسيط من حياتنا لو قضيناها مع الآلام والأحزان فلا بد أن يكون بعد السعادة القليلة أن نحزن وان نشقى وان نتألم ربما هذا إحساسي أنا
أنا مثلا أتمنى الموت أتمناه لراحتي من عذابي وآلامي وفي اعتقادي إن الموت راحة أبدية لا أصحو منها أما إذا كان الموت أيضا لا استطيع أن أناله الآن فان إحساسي سيقتلني في داخلي واشعر انه لا يوجد في هذه الدنيا إنسان يستطيع فهمي ومن الصعب جدا أن أعيش وسط أناس لا يفهمونني أو يحاولون فهمي ومن الصعب جدا العيش هكذا إلى النهاية
وكأنني أعيش مجرد جسد بلا روح تائهة وأفكاري شاته إن هذه الحقيقة مؤلمة تحرق القلوب وتجفف الدموع إذن لماذا نعيش حتى لو استطعنا البكاء لنتخلص من هذه الأحزان والهموم البكاء لا أيضا لا يكفيني
ولو أن أحدا قرأ هذه السطور لقال عني سخيفة يائسة بائسة الخ لكن هذا الحزن وهذه الحياة تتطلب أن نقول هذا ونكتب ذلك وفي بعض الأحيان والليالي القمرية المليئة بالجراح أنسج خيالا للحزن معاتبا الليل ومعتزا به فأقول:

خذني معك أيها الليل المسافر مع ضوء الفجر
لا تتركني وحيدة مع ثنايا الخراب
ألا يعز عليك أن تتركني وحيدة أصارع المنية والأيدي الشقية
ألم تكن أنيسي الوحيد تذكر تذكر
أيها الليل كيف جمع اللقاء شملنا وفرقنا بعد عاصفة
تلك عندما عصفت السماء واختفى ضوء القمر بين طيات السحب
هناك جمعنا اللقاء فكان أوفى لقاء
لقد علمتني الحياة كيف انسج قصيدة الحزن
وكيف أحاكي السحاب والسراب حين لا بد أن يحاكى السراب
أيها الليل الحزين لقد جف ينبوع دموعي واستوفى فيض حزني ولم يبقى شيء من الأنين